بحث مشارك في المؤتمر العربي الدولي بعنوان
أزمة الثقافة والمثقف العربي في حركة النهوض معوّقات وحلول
2022/11/19
عنوان البحث
الإعلام وتأثيره في أزمة حركة النهوض في المجتمعات
أسامة كامل أبو شقرا
الكلمات المفتاحية: الإعلام – تضليل– نهوض – حريّة – قِيَم
المحتويات
الموضوع الصفحة
المقدّمة……………………………………………………..……. -3-
الفصل الأول: مفهوم الإعلام، ولمحة تاريخية. -…………………………5–
الفصل الثاني: الإعلام السليم رافد من روافد الثقافة ..………..…. – 7–
الفصل الثالث: واقع الإعلام وتأثيره في أزمة النهوض والمجتمعات….. – 10–
الفصل الرابع: التوصيات…………….…………………….……… –17–
الخاتمة…………………………………………………………..- 19-
المراجع…………………………………………………………. –21–
المقدمة
لا شكّ في أن للإعلام دورًا وتأثيرًا عظيمين، سواء في المجتمع الواحد أم على صعيد الرأي العام العالمي. وسأحاول في هذا البحث الموجز أن ألقي نظرة على الإعلام ووسائله ودورها في المجتمعات، وعلى واقع حاله في أيامنا هذه، وما له من تأثير إيجابي وسلبي، في حركة النهوض، على المستويين الوطني والعالمي. وعلى الرغم من أنّ معالجة هذا الموضوع قد تحتاج إلى مجلدٍ إن لم نقل، مجلدات، فسأحاول الاختصار قدر المستطاع، عملا بالشروط المقررة. وتفصيله في أربعة فصول وخلاصة:
الفصل الأول: مفهوم الإعلام، ولمحة تاريخية
الفصل الثاني: الإعلام السليم رافد من روافد الثقافة ونهضتها
الفصل الثالث: واقع الإعلام الحالي وتأثيره في حركة النهوض والمجتمعات
الفصل الرابع: التوصيات
الخاتمة
الفصل الأول
مفهوم الإعلام، ولمحة تاريخية
مفهوم الإعلام
في اللغة، أَعْلَمَهُ بالشيء، أعطاه عِلمًا، وعرّفة به. ومنه: «أَذَّنْتُ: أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء. والأَذانُ: الإعْلام. وفي الحديث الأَذان، الإعلام بالشيء؛ يقال: آذَنَ يُؤْذِن إيذانًا، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِينًا، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة»[1]. فلا يعني الإعلام، إذًا، نشر الخبر فقط، بل يشمل أيضًا تذكير الناس بواجباتهم وحقوقهم، وتعريفَهم بأمورهم الحياتية. فالإعلام إذًا، هو كلّ ما ينشر لإطلاع الجمهور عليه، قراءة أو استماعًا أو مشاهدة، عمّا يخص معيشتهم وشؤونهم الحياتية بجميع أشكالها.
لمحة تاريخية
لا يختلف اثنان في أن الجرائد الورقية كانت أولى أهمّ وسائل الإعلام. ويقول فيليب دي طرّازي إنّ أول جريدة أُنشئت في العالم، هي «كين بان» سنة 911 ق.م. وهي الصحيفة الرسمية لحكومة الصين[2]. ويقول إميل بوافان: «ظهرت في إنجلترا منذ القرن الثالث عشر صناعة حقيقية للخبر المخطوط. ثم ظهر … بعد ذلك بقرنين وانتشر على نطاقٍ عمليّ واسع في كل من ألمانيا وإيطاليا… وفي فرنسا من عام 1409 إلى عام 1449 «جريدة بوجوازي» باريس … وأحدثَ اكتشاف المطبعة في عام 1436 ثورة في وسائل نشر الأنباء وإذاعتها.[3]»
أما في العالم العربي فـ«أول من استعمل لفظة “الصحافة” في معناها الحالي، الشيخ نجيب الحداد[4]. وكانت تسمى (الصحف) في أول عهدها (الوقائع) ومنها جريدة (الوقائع المصرية)»[5].
«ولما أنشأ خليل الخوري سنة 1858 (حديقة الأخبار)[6] في بيروت أطلق عليها لفظة (جرنال)»[7] (من الفرنسية Journal.) ثم اختار رُشيد الدحداح، اللبناني صاحب جريدة (برجيس باريس) الباريسية، لفظة (صحيفة). إلاّ أن أحمد فارس الشدياق، لما أنشأ (الجوائب)، في القسطنطينية، استعمل لفظة (الجريدة)[8].
وإبّان الحملة الفرنسية، أُنشِئت أول جريدة عرفها الشعب المصري وهي جريدة بريد مصر التي صدرت باللغة الفرنسية في 29/8/ 1798م بأربع صفحات.[9]
وأول جريدة عربية أنشأها رجلٌ عربي، هي «مرآة الأحوال» في الآستانة سنة 1854، لرزق الله حسون الحلبي[10]. وأول مدرسة للصحافة، أنشئت عام 1899 في باريس[11]. وأول مطبعة أسست في العالم العربي ظهرت في لبنان في 1585م. في دير مار قزحيّا، وفي 1610م. صدر عنها أول كتاب هو «المزامير» بالحرف السرياني. وأول مطبعة للحرف العربي، أسست في 1733م. في دير مار يوحنّا في الخنشارة – لبنان. حيث طبع اول كتاب عربي هو «ميزان الزمان» في 1734م.[12].
ومع اختراع التلغراف في أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر، أخذ عدد الجرائد يزداد في جميع أنحاء العالم، ويتطور دورها ليشمل نشر الكثير من نواحي المعرفة والثقافة. وبخاصة بعد صدور (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948)[13]، الذي تنصّ المادة 18، منه على أنّ: «لكل ّ شخص حقٌّ في حرية الفكر والوجدان والدين…» والمادة 19: أنّ «لكل ّ شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير… واعتناق الآراء دون مضايقة، … والتماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود».
أما في عصرنا الحالي، ومع تطور هذه التقنيات الحديثة في التواصل والاتصالات، فقد ازدادت كثيرًا، أنواع ومصادر الإعلام ووسائله، لتشمل، الصحف والمجلات والإذاعة والتلفاز، ووكالات الأنباء، ووسائل الإعلان، والسينما، والمواقع الإخبارية، والتطبيقات الإليكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها اليوتيوب وأمثاله، ولا ندري ماذا يُخبّئُ لنا المستقبل بعد.
الفصل الثاني
الإعلام السليم رافد من روافد الثقافة ونهضتها
بالمعنى المعجمي والاصطلاحي للإعلام، وبمراحل نشوئه وتطوّره وأهدافه، كما قدمتهما في الفصل الأول، يعتبر الإعلام رافدًا مهمًا من روافد الثقافة، إن لم يكن فعلًا من أهمّها وأكثرها تأثيرًا. فمسؤوليّة الإعلام في التثقيف والتنشئة أعظمُ من مسؤولية المدرسة والجامعة، فإذا كان تلامذة هاتين يُعدّون بالآلاف، فمتابعو وسائل الإعلام يُعدّون بالملايين. إذ إنّ دوره اليوم بات لا يقتصر على نقل الأخبار فقط، بل يتعدّاه إلى جميع نواحي الثقافة والمعرفة، والحاجات الإنسانية، وخدمة الأوطان والإنسانية جمعاء، والمحافظة على القيم بجميع أنواعها. فله بالتالي دورٌ توجيهيٌّ عظيمٌ على المجتمعات، ولهذا أيضًا أطلق على الصحافة لقبُ «السلطة الرابعة»[14]، ثم عُمّم هذا اللقب على جميع أنواع الإعلام. وهذا ما يجعلني أقول، بأنّه رسالة إنسانية مقدسة، ومن يعمل فيه، يفترض أن يكون حاملًا لتلك الرسالة إلى بني البشر. ويقول، الفيلسوف الروسي، تولستوي: «الجرائد نفير السلام وسيف الحق القاطع ومُجيرة المظلومين وشكيمة الظالم. فهي تهزّ عروش القياصرة وتدك معالم الظالمين».[15] ويقول عبد الرحمن الكواكبي: «إنّ موضوع الجرائد مطلق خدمة الإنسانية، من حيث تهذيب الأخلاق وتأليف الأفكار، ورذل النقائص، واحترام الكمالات، والمحافظة على العدالة، والمحاماة عن الحقوق. إلى غير ذلك من الوظائف العمومية الجليلة التي تجعل الإنسان أن يعتبر الجرائد بمثابة خادم عمومي ساعٍ بالخير»[16].
وأوجز فيما يلي، أهمّ نقاط الدور السليمَ للإعلام، وتأثيره في بثّ التنوير ونشر الوعي في المجتمعات:
- تقديم المعلومات كاملة، بحِرَفِيةٍ وتجرّد، ومن دون تحيّز لجهة أو لوجهة نظرٍ ما.
- القيام بحملات توعية ملهمة ومهمّة لتحفيز الطاقات وبناء الوعي المجتمعي وتنمية تطلعاته. وفتح آفاق الحوار بين شرائح المجتمع في القضايا الأساسية والكبرى.
- إرساء مبادئ الديموقراطية، والقيم الإنسانية والأخلاقية، وحقوق الإنسان، وحرية الرأي والقول، واحترام رأي الآخرين، وعدم التعدي على حريتهم ماديًّا أو معنويًّا. وتعميم المعرفة والثقافة والتنوير والوعي، لتكوين الرأي الصائب. وتوعية الجمهور في كيفية تلقي الخبر ونشره وتقييمه، وفي تحكيم العقل والتروي ومن دون انفعال.
- البحث عن قضايا المجتمع وتحويلها إلى قضايا رأي عام عند الحاجة. ومحاربة الفساد بجميع أشكاله. وتمثيل حقوق الشعب، المادية والمعنوية.
- تغطية حيّة للأحداث إبّان الأزمات، والحروب، والاضطرابات والمظاهرات والثورات، والكوارث الطبيعية والصحية… والعمل على استباق الأحداث، بالتنبيه منها، من دون إثارة الهلع، وطريقة تفادي أضرارها، استنادًا إلى آراء وأبحاث ذوي الاختصاص.
- نشر وتفسير وتوضيح نصوص القوانين والأنظمة، والقرارات السياسية، من قبل ذوي الاختصاص، بموضوعية وتجرد، وتبيان حسناتها وسيئاتها، إن وجدت، والحضّ على تطبيقها، أو المطالبة بتعديلها أو تصحيحها، خدمة للمجتمع ومصالحه. ومدى تطابقها مع روح دستور الدولة ونظاميها الاجتماعي والاقتصادي، وتوجهها السياسي؛ بأسلوب سهل الفهم على مختلف فئات الشعب، كي تتمكن، كلٌّ منها، من قبولها أو رفضها، بالتعبير عن ذلك إبّان انتخابات المجالس التشريعية، لمحاسبة السلطات التنفيذية.
- مجابهة المتطرفين، والتطرف والعنف بجميع أشكالهما. والحضّ على الاعتدال، والوقوف إلى جانب رموزه، ونشر أفكارهم. والامتناع عن بثّ ونشر كلّ ما من شأنه الإساءة إلى القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية.
- احترام المرأة وعدم استغلال جسدها كسلعة تجارية، سواء في البرامج التلفزيونية أم في الإعلانات التسويقية، أم في الأفلام السينمائية، وغيرها.
- اكتشاف المواهب على اختلاف أنواعها، ورعايتها وتنميتها. وتخصيص الأطفال بكلّ ما من شأنه تنشئتُهم تنشئة صالحة، تربويًّا وأخلاقيًّا ووطنيًّا وعلميًّا، بما في ذلك سلامة اللغة. ووضع ونشر البرامج التعليمية والتربوية الخاصة بهم، كأفلام ومسلسلات الرسوم المحرّكة الناطقة باللغة الفصحى السليمة؛ من قبل متخصصين وتحت إشراف تربويين وأصحاب الاختصاص في شؤونهم النفسية. ومثل ذلك للمراهقين والشباب. والامتناع عن بثّ أو نشر كلّ ما من شأنه تشجيعهم على العنف والتطرف.
- التوعية على أهمية وكيفية المحافظة على البيئة ومصادر الثروة الطبيعية، وعلى مساوئ الهدر والإسراف في استهلاكها. وتشجيع الاقتصاد الإنتاجي المتنوع، وأهمية الصناعة والزراعة، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
- العمل على تعزيز الثقافة، بمختلف الوسائل المتاحة، ومنها خلق البرامج الثقافية الجادة.
التأثير الإيجابي للإعلام السليم، على المجتمعات:
عندما يقوم الإعلام بدوره كما بينته آنفًا، يصبح، في رأيي، تأثيرُه على المجتمع إيجابيًا، في جميع النواحي. فبعدما يتحقق المتلقّي من صدق ورصانة ونزاهة الوسيلة الإعلامية، سيتقبّل باطمئنان معظم، إن لم نقل كلّ، ما يصل إليه منها. ونكون بالتالي قد أقفلنا بوابة كبرى من بوابات الفساد والإفساد. كما قد نصل بنسبة عالية من النشء الجديد إلى أن يكونوا مواطنين صالحين، في وطنٍ يعتزون به، ويكبر بهم. وقد يقال، هذا من المثاليات والأحلام، وهذا لا ينكره أحد. وبالتأكيد، لن نبلغ الجمهورية الفاضلة، ولكن بقدر ما نستطيع إغلاق النوافذ والفجوات، فسنتمكن من بلوغ الدرجات العالية في إصلاح مجتمعاتنا.
الفصل الثالث
واقع الإعلام الحالي وتأثيره في حركة النهوض والمجتمعات
تبقى الكلمة أهمّ سُبل الإعلام، وكثيرًا ما تكون أخطر من الرصاص. فإن كانت القذيفة قادرة على تهديم مدينة ما، فالكلام قادر على تدمير مجتمع بكامله. وإن احتاجت إعادة إعمار تلك المدينة إلى سنة أو اثنتين، فإعادة اللحمة بين أبناء ذلك المجتمع، قد تحتاج إلى مئات السنين.
ولتبيان واقع الإعلام الحالي وتأثيره، يمكننا تقسيم وسائله إلى قسمين:
الوسائل المؤسساتية، تلك التي تديرها مؤسسات مُنشأة قانونيًّا، كالجريدة والإذاعة والتلفاز.
وغير المؤسساتية، وهي ما تعرف بمواقع التواصل الاجتماعي.
كما أرى الأجهزة المؤسساتية على نوعين:
النوع الأول: إنّ تعاظم دور الإعلام في التأثير على العقول، جعل الحكومات تضع القوانين والأنظمة الخاصة بشؤونه. كما حدا ببعضها التشدّد في مراقبة وسائله، إلى حدّ جعل العاملين فيها، مُجبرين على تنفيذ تعليمات وأوامر السلطة الحاكمة؛ ومن تلك الدول من أممها، وجعلها قطاعًا حكوميًّا لخدمة سياسة الدولة؛ وهذا ما يسمّى «الإعلام الموجّه». ويضم الوسائل المملوكة من المنظمات السياسية، والحزبية، وما شابهها، محلية كانت أم إقليمية أم عالمية.
وهذه المراقبة ليست جديدةً، إذ يقول إميل بوافان: «وسرعان ما نشأت مشكلة الحرية التي شغلت بال الناشرين والقراء والحاكمين، فمنذ القرن السادس عشر نشطت الرقابة، وترجع أول الإجراءات الشديدة ضد حرية الطباعة والصحافة إلى المعارك الدينية الأولى وإلى حكم فرانسوا الأول»[17].
ويكمن خطر هذا النوع على المجتمع، في العمل على جعل أبنائه «أغنامًا» يسيرون مأمورين، مقموعين مسلوبي الإرادة. وهذا ما تعتمده الأنظمة الدكتاتورية، مهما كان نوع الحكم فيها.
النوع الثاني: وهو ما يصنف تحت عنوان «الإعلام الحرّ». ويكون في الغالب مملوكًا من مؤسسات تجارية، تبغي الربح. وهذا النوع يُصبح، بحد ذاته، هدفًا للجهات الداخلية والخارجية، التي تقوم برصد الأموال الضخمة، إمّا لتأسيس أجهزة جديدة، أو لتمويل أجهزة قائمة، أو لشراء الضمائر والنفوس، لتوظيفها في خدمة مصالح تلك الجهات. ولا ننسى الضغط الذي قد يتعرض له الإعلاميّون بوسائل مختلفة، بما فيها التهديد والوعيد بالأذى المعنوي والمادي والجسدي، وتلفيق التُّهم أمام القضاء، لهم ولأقربائهم، وصولا إلى الاغتيال. وقد جرى في لبنان، اغتيال عدد من الصحفيين، أمثال، نسيب المتني (1958)[18]، وكامل مروة (1966)، وسليم اللوزي (1980)، وسمير قصير وجبران التويني (2005).
فهذا النوع من وسائل الإعلام، أراه حرًّا ظاهريًّا، موجّهًا عمليًّا ممن يموله على قاعدة: «من يعطي يأمر»[19]؛ فيُلبسُونه حلّة الحرية والاستقلالية، بينما يكون في الواقع منفّذًا لسياسة من أسسه أو من «اشتراه بكرم تبرعاته»، أو من أرهب العاملين فيه، من جهات خارجية أو داخلية.
ولذا، يمكنني القول، أن ليس في هذا العالم أجهزة إعلام ٍحرّة، وإن وجدت فقد تكون نادرة.
أمّا الوسائل غير المؤسساتية، أي ما يسمّى «مواقع التواصل الاجتماعي»، فهي عبارة عن منابر حرَّة إلى حدٍ ما، حيث يقوم كل شخص بنشر ما يحلو له. وما من رادعٍ يردعه سوى الضمير والأخلاق، مع رقابة الشركات المالكة لكل موقع. وتبقى هذه الشركات مقيدة بمصالحها، وبتأثير المنظمات والجهات المسيطرة على مراكز الاقتصاد والسياسة العالميين.
ولا شكّ في أنّ من يتابع، بدقّةٍ وتجرّد، ما تنشره وسائل الإعلام، في أيامنا هذه، فسيرى بوضوح منهج التضليل في جُزءٍ كبير من مسيرتها، وبشكل ممنهج، لخدمة أهداف وغايات «حاكميها».
وأساليب التضليل (وهو كذب مقنّع) عديدة ومتنوعة. ولعدم الإطالة، نكتفي منها بما يلي:
– استغلال الاكتشافات والاختراعات العلمية والفنية لتشويه الحقائق والوثائق. فبالفوتو شوب، مثلا، يتم التلاعب بالصور لخداع البصر، وتقديمها دليلا على «مصداقية» الخبر. وبطريقة التقاط الصورة، يمكن إظهار، مجموعة قليلة من الناس، وكأنهم حشدٌ ضخم، وبالعكس.
– تجاهل أحداث ميدانية، في مختلف شؤون المجتمع. بتحديد حركة المندوبين والمراسلين، أو عدم السماح بفرصة تصوير الأحداث. أو منع الشهود بالعيان من التصريح لوسائل الإعلام، أو اختيار من سيدلي بما يوافق الأهداف المرسومة. بالإضافة إلى طريقة طرح السؤال.
– تشويه صورة الأديان، بإظهار أخطاء رجاله، في أقوالهم وأفعالهم، بأنها أخطاء أديانهم. ومن ذلك إظهار الدين الإسلامي على أنّه دين الإرهاب والذبح، فيُبرَزُ كلُّ ما يدعم ذلك، وتُخنقُ الأصوات والأعمال التي تبيّن حقيقة تعاليمه، وسماحته ورحمة الله ﷻ ورسوله ﷺ.
– تبرير الفواحش بحجة حرية التصرف بالجسد. فيصبح اللواط والسحاق، مثلية. والزنا مساكنة. ما يؤدي إلى تدمير العائلة التي هي أساس المجتمع. «مسكينة أنت أيتها الحرية، فكم من الجرائم ترتكب باسمك.» أما مدمن المخدرات فيصبح مريضًا…
– زرع الشكوك في النفوس، كما حصل إبّان نازلة وباء الكورونا، إن لجهة «اختراع» الجرثومة، أو لسلامة العلاج أو خطورته. ما جعل ساقة الشاحنات، في كندا، يعلنون الإضراب والعصيان، في بداية العام الحالي، في وجه قرار الحكومة بإجبارية التلقيح ضد هذا الوباء.
– وفي الأفلام السينمائية، تشوه أحيانًا أحداثٌ تاريخيّة خدمة إما للقصة، أو لغايات تجارية، أو مشبوهة. وأحيانًا يجعلون المشاهِدَ يتعاطف مع المجرمين…
– ثم ألم يجعل الإعلام المرأة وجسدها، إلى حدٍّ ما، سلعة لخدمة الإعلان وتسويق البرامج والأعمال الفنية الهابطة؟
وفيما يلي بعض الأمثلة على ما تمارسه وسائل إعلامية من التضليل، على المستويين العالمي والعربي، وتأثيره:
أولا: على المستوى العالمي بعامّة:
- استغلال مبادئ حرية الإعلام لمآرب سياسية، أو مادية، أو خدمة لجهات خارجية، أو حربية، أو غيرها. ولم نزل نذكر كذبة أسلحة الدمار الشامل، التي عممتها الولايات المتحدة الأميركية على وسائل الإعلام، تبريرًا لغزوها العراق في العام 2003.[20]
- يعمل الإعلام الغربي وأتباعه، على إظهار إسرائيل، أنّها الدولة الديمقراطية الوحيدة في محيطنا العربي، وأنّها الضحية، وأن الفلسطينيين، إرهابيون ومعتدون، ومعادون للسامية، التي جعلت حكرًا على اليهود، على الرغم من أنّ العرب، بمن فيهم الفلسطينيون، ليسوا ساميّين فقط، بل قد يكونون أقدم منهم على هذه البسيطة. وهل تكون الديمقراطية في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة[21]؟
- في 30/9/2005، نشرت مجلة «بولاندس بوست»، الدانماركية المغمورة، 12 صورة كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد ﷺ؛ وفي 10/1/2006، قام عدد من الجرائد الأوروبية المعروفة بنشر تلك الصور، منها: النروجية «Magazinet» والألمانية «دي فيلت» والفرنسية «France soir». ما أثار موجة استياء وغضب عارم في نفوس المسلمين، على الصعيدين الشعبي والسياسي، تطورت إلى تظاهرات شعبية صاخبة وإحراق سفارة الدانمارك[22] في دمشق وقنصليتها في بيروت، منادين بمقاطعة المنتجات الدانيماركية.[23]
ألا يبعث على التساؤل، إعادة، الصحف المذكورة، نشر تلك الصور، وفي اليوم عينه، وبعد أكثر من الثلاثة أشهر، على نشرها في تلك المجلّة؟ وأليس من المنطقي أن يقال بأن جهة ما، كانت خلف ذلك، وبِنيّة خبيثة، لإثارة الغضب والحميّة في نفوس المسلمين، إما لتوجيه رسالة إلى الدانمارك أو غيرها، أو لإظهارهم بأنهم جهلة ورعاع وإرهابيون؟
- مثال على طمس الوقائع: حدثني الدكتور محمد كامل ضاهر[24]، قال: إنّ الرئيس بيل كلينتون[25] بدأ خطابًا له، في إحدى المناسبات، بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات 13)؛ ولم يكد ينتهي من تلاوتها حتى علا التصفيق الحاد في القاعة. ولما سأله طاقم مكتبه، أجاب بأنّها آية من القرآن الكريم. فنشر الخطاب في اليوم التالي، محذوفًا منه تلك الآية. وأضاف الدكتور ضاهر قائلًا: والملفت أنّني لم أقرأ أيّ إشارة عن تلك الآية، من أيٍّ من الإعلاميين الذين كانوا في حينه من بين الحاضرين.
- ويقول جهاد الزين: «السياسة لا تصنع التاريخ فقط، في مراحل أخرى هي نفسها التي تُزوِّره… والمحلل السياسي يراوح دائما بين دورَيْ المزوِّر، من دون إدراك في العديد من الأحيان، والساذج، إذا لم يمتلك إرادةَ الانتباه والتوازن والعناد…»[26].
- وللتلفزيون تأثير سلبي على الصحة، «فقد توصل علماء أستراليون إلى وضع معادلة مبدئية تدل على أنه بعد تجاوز المرء سن 25 سنة، فإنّ كلّ ساعة مشاهدة للتلفزيون تأخذ 22 دقيقة من حياته. وبحسب ما أظهرت الأرقام التي شملت بيانات 11 ألف شخص، فإن الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ست ساعات يوميًا يموتون قبل نظرائهم في العمر الذين لا يشاهدون التلفزيون بمدة تصل إلى أربع سنوات وثمانية أشهر»[27]. هذا بالإضافة إلى تأثير القراءة على الشاشات الإليكترونية، على صحة العينين.
ثانيًا: على عالمنا العربي بخاصة:
سأكتفي بالكلام عن حال الإعلام في بلدي، لبنان الذي يوصف بحريّة إعلامه. فبالإضافة إلى ما قد ينطبق عليه، مما جاء في الفقرة أولا، السابقة، أذكر ما يلي:
- تلعب الغايات المادية والميول السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية، دورًا أساسيًّا ومهمًّا في طريقة ونوعية نشر وبثِّ الأخبار والبرامج، بما يخدم تلك الغايات، ما قد يصل إلى التحريض على العداوة والتفرقة الدينية والمذهبية والعرقية، وإلى خدمة الفساد والفاسدين والمفسدين، بالتغاضي عن أعمالهم. ومن دون الأخذ بعين الاعتبار تأثير ذلك على سلامة المواطنين والوطن، أمنيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًا وفكريّا، وعلى وحدتهم الوطنية.
- تعدد وسائل الإعلام في لبنان واختلاف ميولها وأساليبها في بث الخبر، يجعل المتلقي في حيرة في صحته وصدقه؛ وهذا ما قد يجعله يميل إلى قبوله من المصدر الذي يتوافق معه في الرأي، حتى ولو كان على خطأ، ما أدّى، ويؤدي إلى تمسك كلّ برأيه، وتغييب العقل عن التمييز بين الخطأ والصواب. وهذا من أسباب شرذمة أبناء البلد الواحد، طوائف وجماعاتٍ متناحرة، وتحكم زعماء الطوائف وإمراء الحرب، في رقابهم ومقدراتهم.
- إلهاء الناس بالتفاهات والفن الهابط، وتجاهل الأعمال الثقافية والفنية الراقية، لجذب الإعلان والمعلنين.
- عدم الالتزام بالوقت المناسب لبث بعض البرامج أو الأخبار. وكمثال على ذلك، ما حصل إبّان حرب 6/10/1973[28]. فلم أزل أذكر جواب أحد أهمّ الإعلاميين اللبنانيين يومئذٍ[29]، على سؤال من إذاعة راديو مونت كارلو، عن دور لبنان في الأعمال الحربية، إذ أجاب بأن لبنان لا يشارك في الأعمال الحربية، ولكنه يقدم مساعدات لوجستية، ومنها إبلاغ القوات السورية بما يلتقطه رادار جبل الباروك[30]. فبعد مضي أقلّ من نصف الساعة، كانت طائرات العدو تقصف ذلك الرادار وتدمره دمارًا تامًّا.
أمّا البرامج التلفزيونية التي قد يؤثر محتواها سلبًا على الأطفال أو المراهقين، فكثيرًا ما تبثُّ في غير الأوقات المناسبة للحد من تأثيرها عليهم.
- وكمثال على انتشار الأخبار الملفّقة على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون التحقق منها، فقد نشر أحدهم يومًا على موقع الفيسبوك، خبر وفاة المجاهدة الجزائرية، جميلة بو حَيْرَد، وأعاد نشره الكثيرون. وقد كنت، للأسف واحدًا منهم لأنني قرأته على صفحة صديقٍ ممن يتمتعون بالمصداقية والرصانة. وبعد علمي بنفيه، سألته، فأجاب: لقد غشّني النص الذي صيغ به النبأ إلى درجة أنني صدقته.
وفي المثل، «إذا أردت أن تقيس درجة تخلّف شعبٍ ما؟ فقم بقياس سرعة انتشار الإشاعة في أوساط مواطنيه.»
- وازدياد عدد المحطات التجارية، للإذاعة والتلفزة الفضائية، زاد الخطر على لغتنا العربية، احلالُ اللهجة العاميّة محل الفصحى في الغالبية العظمى من برامجها، بما فيها، بعض النشرات الإخبارية. وحدّث ولا حرج عن الأخطاء اللغوية، بمختلف أنواعها، في صياغة وتلاوة النصوص بالفصحى. وفي ما يُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي.
الفصل الرابع
التوصيات
نظريًا، وعلى المدى البعيد: مهما كانت النصوص القانونية جيدة وسليمة وصالحة، فلا نفع منها إن لم يلتزم بها الإنسان؛ ولذا نرى الحلول في تهيئته، كالتالي:
* تربية أجيال جديدة مثقفة، على الصدق والوطنية والإنسانية، والتمسك بالقيم الأخلاقية والإنسانية، وبجوهر التعاليم والقيم الدينية. وهذا يفرض أولا، وجود المرأة المثقفة الصالحة القادرة، على تنشئة تلك الأجيال، وثانيًا، المؤسسات والبرامج التعليمية المؤهلة لذلك.
* قيام وسائل الإعلام ببث البرامج التثقيفية، والتوعوية، التي تحضّ أبناء الشعب كافةً، على القيام بكلّ ما من شأنه النهوض بوطنهم ووحدتهم، على جميع المستويات.
* ضمان الدولة، عمليًّا وفعليًّا، لا بالنصوص فقط، أمن وأمان رعيتها وحرّية المعتقد والرأي والتعبير؛ وعدم المسّ بحرية الرأي والمعتقد للآخرين، وبالقيم، الدينية والأخلاقية والإنسانية.
* اختيار الإعلاميين ممن يتمتعون بالكفاءة المهنية والحِرفيّة واللغوية، والنزاهة والصدق والحس الوطني الصادق والإنساني، والأخلاق الحميدة والضمير المهني الحيّ والحرّ، والتجرّد والدقّة في استقاء الخبر، والتحقّق من صحّته وخلوّه من سموم التفرقة بجميع أشكالها، لنقله إلى المتلقّي، والعمل الدائم على اكتساب ثقته، على قاعدة: قلْ لي مَنْ زوّدَكَ بالخبر، أنبِئْكَ بمدى صحتِه وصدقِه. وأن يكونوا على جانبٍ كبير من الثقافة والاطلاع على مختلف قضايا المجتمع، لطرحها وتحليلها ومتابعتها ومعالجتها للصلاح، لا للإفساد.
* اعتماد الحكمة في نشر ومعالجة القضايا الاجتماعية والأخلاقية، سلبًا أو إيجابًا، واختيار الوقت المناسب لذلك. ونبذ كلّ ما يسيء إلى وحدة المجتمع وسلمه.
* ضمان القوانين والأنظمة والسلطات الحكومية، للإعلاميين، حق تتبّع الأخبار والمعلومات بحريّة، والاحتفاظ بسرّيّة المصدر، وحق طرح أيّ موضوع يرون فيه مصلحة المجتمع، وجعله قضية رأي عام عند الحاجة؛ شرط عدم إلحاق أي ضرر معنوي أو مادي بالآخرين.
* أن تتوفّر، أيضًا، للإعلاميين المداخيل المالية الكافية بما يؤمّن لهم ولعائلاتهم العيش بكرامة، ويحميهم من شَرَك إغراءات و«تبرعات وهدايا» صيّادي الضمائر.
* صياغة البرامج الإعلامية، بما يرفع المستوى الفكريّ والثقافيّ والصحّيّ والأخلاقيّ والوطنيّ للمتلقي، لا أن تهبط هي إلى درك أهوائه وغرائزه، للكسب المادّي. والتوعية بأن ليس كلُّ ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، صحيحًا وصادقًا، وأنّ عليهم عدم الإسهام في إعادة نشره قبل التحقق من صدقه وصحته. وقد ينطبق هذا على بعض محركات البحث أيضًا، والتطبيقات وغيرها. والحضّ على الاعتدال ونبذ التطرف.
ولكن، يبقى تنفيذ هذه الاقتراحات صعبًا، إن لم يكن مستحيلا، لا لما فيها من المثاليات فقط، بل لما يعترضها من عقبات، سنوجزها في الخاتمة.
الخاتمة
فما دامت وسائل الإعلام، بمعظمها، إن لم نقل، جميعها، ليس لديها الحرية الكافية لتؤمن لها الاستقلالية في عملها، فهناك صعوبة، إن لم نقل استحالة، في وضع إيّ حلٍّ أو حلولٍ موضع التنفيذ لهذه المعضلة. فالعقبات والصعوبات أمام الحلول، عديدة جدًّا، أهمها:
* العدد الهائل لوسائل الإعلام في كل دولة وفي العالم أجمع، لدرجة استحالة إحصائها، وتحول الكرة الأرضية إلى قرية واحدة، وتعدد الدول والصراعات فيما بينها.
* غريزة الإنسان في حب المال، ورغبة الحكام في السيطرة على عقول مواطنيهم في سبيل أهداف معينة.
* تحكم الدول الكبرى بمصائر الشعوب، وبما يسمى جمعية الأمم المتحدة. واستغلالها لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة وغيرها…
* تحكم أصحاب المال والأعمال والمنظمات العنصرية وغيرها، بقطاع الإعلام العالمي بعامة، بما فيها السينما. كلها أمور تشكل عقبات عظيمة أمام تنفيذ إيّ حلٍّ لا يتناسب مع أهداف وغايات أولئك المتحكمين بالإعلام العالمي.
المراجع
أولا: المراجع العربية
ابن منظور – لسان العرب– دار إحياء التراث العربي – بيروت 1993.
إميل بوافان – ترجمة محمد إسماعيل – تاريخ الصحافة – الناشر: وكالة الصحافة العربية (ناشرون (- 2018 – دار الكتب المصرية.
الفيكونت فيليب دي طرّازي – تاريخ الصحافة العربية – بيروت المطبعة الأدبية – 1913.
جهاد الزين – المهنة الآثمة، نقد تجربتي في الكتابة السياسية – دار نجيب الريس بيروت 2018. (جريدة النهار 16/11/2018).
ثانيًا: المراجع الإلكترونية:
جريدة الأنباء الكويتية:
https://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news/lebanon-news/668782/14-07-2016-%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D8%B3%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D8%AD%D9%84%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D8%B6%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/
ويكيبيديا: الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي ﷺ.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9#:~:text=%D9%8A%D9%8F%D8%B7%D9%84%D9%82%20%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9%20(%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9,%D8%8C%20%D9%88%D8%AE%D9%84%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%8C%20%D9%88%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8.
انتهى في 15/6/2022
[1] لسان العرب لابن منظور – باب علم.
[2] (ص 31 ج 1) من كتاب – تاريخ الصحافة العربية.
[3] (ص 15) تاريخ الصحافة – إميل بوافان – ترجمة محمد إسماعيل.
[4] منشئ جريدة (لسان الحال) في الإسكندرية، وحفيد ناصيف اليازجي.
[5] (ص 5 ج 1) من كتاب – تاريخ الصحافة العربية – الفيكونت فيليب دي طرّازي.
[6] وهي أول جريدة صدرت في لبنان.
[7] (ص 7 ج 1) المصدر السابق.
[8] في لسان العرب: «الجريدة سَعفة طويلة رطبة؛ وفي الحديث: كتب القرآن في جَرائدَ، جمع جريدة».
[9] (ص 7 ج 1) من المصدر نفسه.
[10] (ص 32 ج 1) من المصدر نفسه.
[11] (ص 34 ج 1) من المصدر نفسه.
[12] جريدة الأنباء الكويتية يوم الخميس في 14/7/2016.
[13] صدر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د-3) المؤرخ في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948.
[14] ساهم المؤرخ توماس كارليل في إشهار هذا المصطلح وذلك في كتابه “الأبطال وعبادة البطل” (1841) حين اقتبس عبارات للمفكر الإيرلندي إدموند بيرك. (ويكيبيديا).
[15] (ص 9 ج 1) من كتاب – تاريخ الصحافة العربية.
[16] صاحب جريدة «الاعتدال» في حلب. (ص 16 ج 1) من كتاب – تاريخ الصحافة العربية.
[17] (ص 15) تاريخ الصحافة – إميل بوافان .
[18] صاحب جريدة التلغراف، وقد كان اغتياله شرارة أحداث دامية امتدت لأكثر من ستة أشهر.
[19] (Qui donne ordonne)
[20] فلو كانت متأكدة من وجود تلك الأسلحة، فهل كانت ستعرض جنودها لخطرها؟
[21] اغتالتها القوات الصهيونية، وهي تقوم بعملها في جينين، يوم 11/5/2022.
[22] كما أحرقت السفارة السويدية في دمشق أيضًا لأن مركزها كان في المبنى نفسه الذي كانت فيه السفارة الدانماركية.
[23] ويكيبيديا، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي ﷺ.
[24] سفير لبناني سابق.
[25] رئيس الولايات المتحدة في حينه
[26] كتاب المهنة الآثمة – نقد تجربتي في الكتابة السياسية.
[27] جريدة «الحياة» – لندن – عدد يوم الأحد، الواقع فيه 21 آب/أغسطس 2011
[28] بين مصر وسوريا من جهة، والعدو الصهيوني من جهة أخرى.
[29] أتحفّظُ عن ذكر اسمه.
[30] جبل الباروك هو واحد من سلسلة جبال لبنان الغربية، حيث كان الجيش اللبناني قد أنجز على قمته قبل تلك الحرب ذلك الرادار بأحدث المعدات العالية جودة وكلفة.