في تحريم معايدة الأقباط في عيد الفصح

في تحريم معايدة الأقباط في عيد الفصح

بالأمس سمعت من إحدى محطات التلفزة اللبنانية أن أحد «مشايخ» الإخوان المسلمين في مصر أصدر فتوًى يحرّم فيها على المسلمين تهنئة الأقباط في عيد الفصح. وهذه للأسف ليست المرة الأولى فقد سبقه بعضهم إلى ذلك.

وسأكتفي بأن أسأل هذا «الشيخ» ومن سبقه ممن يرى رأيه من «المشايخ» عمّا يلي:

ألم تقرأوا أن الله تعالى يمنع التحريم والتحليل جزافًا؟؟

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (النحل 116).

أولم تقرأوا أيضًا أنه تعالى يمنع جدال أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن؟؟؟

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت 46).

وهل تكون «التي هي أحسن» في مثل ما تدعون إليه من مقاطعة إخوانكم في الوطن الذين تعيشون وإياهم منذ قرون عديدة!!!؟؟؟

وماذا تفهمون من قوله تعالى: {لَّا يَنۡهَٮٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَـٰتِلُوكُمۡ فِى ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡہِمۡ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (الممتحنة 8). وفي لسان العرب: «الله يَبَرُّ عبادَه: يَرحَمُهم، وهو البَرُّ. وبَرَرْتُه بِرًّا: وَصَلْتُه.»؟؟

ثم إذا كان تعالى قد أمر النبي ﷺ بألا يكره الناس على الإيمان فكيف يجوز لأي كائن من مخلوقاته أن يفعل ذلك: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} (يونس 99)؟؟؟

فباسمي ونيابة عن الملايين من المسلمين، أرجوكم يا سادة يا كرام أن تكونوا دعاة خير ومحبة وأن تكونوا قدوة في أخلاقكم وسلوككم وتعاملكم. ولا تنسوا أن «الدين المعاملة».


[1] كتبت هذا المقال في 30/4/2013.