شارلي إيبدو ومركز التجارة …. هل من علاقة؟

شارلي إيبدو ومركز التجارة …. هل من علاقة؟

في السابع من الشهر الفائت تعرّضت مكاتب مجلة الكاريكاتير الفرنسية «شارلي أيبدو» لهجوم مسلح أسفر عن مقتل اثني عشر شخصًا من العاملين فيها. وقد ترافقت إذاعة خبر هذا الهجوم مع القول بأنَّ شقيقين جزائريين مسلمين متشددين من عائلة كواشي، هما اللذان قاما بتلك العملية انتقاما من المجلة لإساءتها إلى النبيّ محمد ﷺ برسومها الساخرة. وفي اليوم التالي أعلنت الشرطة الفرنسية أنّها تمكنت من قتل ذينك الشابين. وبعد مدة وجيزة تبين أن سبب اتهامهما هو عثور الشرطة الفرنسية على بطاقة هوية أحدهما في السيارة التي كانا يستقلانها لتنفيذ ذلك الهجوم، ولم يذكر أحدٌ سبب وجود هذه البطاقة في السيارة، فمات هذا السر، ولو مؤقتًا، مع مقتل ذينك الشابين.

فتعود بي الذاكرة إلى أحداث الحادي عشر من أيلول2001 عندما قالت الشرطة الأميركية إنها عثرت على جواز سفر محمد عطا بين رُكام وحُطام مبنيي مركز التجارة العالمي في نيويورك. ومحمد عطا هذا هو من اتُّهم بأنّه قائد المجموعة التي استولت على الطائرات التي ارتطمت ثنتان منها ببرجي ذلك المركز، اللذين انهارا، إثر ذلك، في غضون دقائق وكأنهما من الكرتون، وتحولا مع الطائرتين إلى جزيئيّات لا يدل أيّ منها على ما كانت تشكّل. وكذلك أصبح، أيضًا، حال جثث من كانوا سواء في البرجين أم في الطائرتين. أمّا كيف سلم جواز محمد عطا وحده من دون غيره فهذا من الأسرار التي ماتت مع موت من اتهموا بتلك الأحداث.

ثم بعد أقلّ من ثلاثة أسابيع على حادثة «شارلي إيبدو»، نشرت مجلة الأعمال الهولندية «كووت» خبرًا مفاده أن ملكية هذه المجلة كانت قد انتقلت، قبل نحو الشهر من تلك الحادثة، إلى اسم أحد أفراد عائلة روتشيلد اليهودية الشهيرة والواسعة الثراء. وهذا ما يعيدنا بالذاكرة ثانيةً إلى مركز التجارة العالمي في نيويورك إذ تبيّن أيضًا أن أحد الأثرياء اليهود قد اشتراه قبل نحو الشهرين من أحداث الحادي عشر من أيلول، وقد اقترن خبر الشراء هذا بأن المشتري أبرم في حينه عقد تأمين على ذلك المركز مع شركة تأمين ألمانية، ليس بين مساهميها أيُّ يهودي، وأنّه قبض، فيما بعد، من تلك الشركة قيمة بوليصة التأمين مضاعفة بحجة أنّ ما حصل حادثتان لا واحدة.

وبانتظار أن يطلع علينا خبرٌ آخر عما إذا كان المالك الجديد لمجلة «شارلي إيبدو» قد تعاقد أيضًا مع إحدى شركات التأمين، نشير إلى أن هذه المجلة كانت على وشك الإفلاس وأنها في أول إصدارٍ لها بعد تلك الحادثة، قد طبعت خمسة ملايين نسخة عوضًا عن الخمسين ألفًا التي كانت تطبعها سابقًا.


[1] نشر هذا المقال في جريدة الحياة عدد السبت 14/2/2015.