كاهن مسيحي يصلي على مسلم ميت
روى لي مرة الصديق الأستاذ إدمون رزق، اللبناني الوطني الصميم، (لن أقول صاحب المعالي الوزير والنائب السابق، لأن الكبير لا ترفع الألقاب والمراتب من قدره إنما هي التي تكبر به)، قال: «إبّان احتلال العدوّ الإسرائيليّ لجزّين[1] وما جاورها، انفجر لغمٌ أرضيّ وأودى بحياة شابّين لبنانيّين، أحدهما مسيحيّ والآخر مسلم من بلدة روم القريبة من جزّين. فبحث الوالد المسلم المفجوع، عن رجل دينٍ مسلم لإقامة الصلاة، كي يواري ابنه الثرى، ولكنّه لم يجد في الجوار وحدًا منهم بسبب الاحتلال والأحوال الأمنيّة التي كانت سائدة في تلك الأيّام. فحمل جثمان فقيده وذهب به إلى كنيسة البلدة وطلب من الخوري إقامة الصلاة. طبعًا لم يتوانَ، هذا الأخير، ولو للحظة واحدة عن تلبية طلب ذلك الأب. وبعد أن فرغ الخوري، ذلك الإنسان الوطنيّ المشبع بالمحبّة، من الصلاة، على الطريقة المسيحية بالتأكيد، فإذا به يرفع صوته عاليًا، من أمام المذبح وتحت قبّة الكنيسة، كما يفعل المسلمون قائلا: «الفــــاتحة».
ثم أتبع الأستاذ رزق روايته، بقوله: هؤلاء هم اللبنانيّون الأصيلون.
[1] وهي بلدة الأستاذ إدمون رزق.